زوجي طلقني وانا احبه
لم أكن أعتقد يومًا أن حياتي ستنقلب بهذه السرعة. كنا نحيا حياة عادية، ربما ليست مثالية، لكني كنت أؤمن أن الحب الذي جمعني بزوجي خالد أقوى من كل شيء. لكن يومًا ما، وكما لو أن القدر أراد أن يختبر صبري، وقفت أمامه مذهولة وهو يقول بصوت بارد وجاف:
"أريد الطلاق."
تطور الأحداث:
تجمدت الكلمات في حلقي. هل هذا حلم؟ أم كابوس لا أستطيع الاستيقاظ منه؟ حاولت أن أستوعب الأمر، أن أبحث عن أي خطأ ارتكبته ليصل إلى هذا القرار. هل قصرّت في شيء؟ هل أغضبته دون أن أدري؟ لكن خالد كان مصرًّا. لم أستطع أن أحتمل رؤية نظرات الحزم في عينيه، فانهرت بالبكاء. كان يرى دموعي، لكنه لم يحاول مواساتي.
مرت الأيام الأولى بعد الطلاق كأنها سنوات طويلة. كان قلبي يتألم في كل مرة أرى فيها صورنا معًا أو أستمع إلى الأغاني التي كنا نحبها سويًا. كان خالد هو سندي، حبيبي، صديقي. كيف يمكنني الاستمرار بدونه؟ وكيف له أن يمضي بعيدًا عني؟
العقدة:
بعد الطلاق، قررت أن لا أستسلم للألم. انغمست في عملي، والتقيت بأصدقائي القدامى. لكن كل محاولة للخروج من دوامة حزني كانت تبوء بالفشل. ففي كل مرة، كانت الذكريات تعود لتحاصرني. الأحاديث التي كنا نتبادلها، النكات التي لم يكن يفهمها سوانا، وحتى اللحظات الصغيرة التي كانت تملأ قلبي دفئًا.
ثم جاء يوم كان اللقاء بيننا حتميًا. التقينا في عرس صديق مشترك. كنت أحاول أن أبدو قوية أمامه، أن أبتسم كأنني تجاوزت كل شيء، لكنه كان يراقبني بعينين تحملان أسئلة أكثر من الأجوبة. لم أكن أعرف ماذا أفعل. هل أخبره أنني لا زلت أحبه؟ أم أحتفظ بكرامتي وأبقى صامتة؟
الذروة:
وفي تلك الليلة، اقترب مني فجأة وسألني بصوت منخفض: "كيف حالك؟"
لم أستطع الرد. شعرت أن دموعي تحاول الانفلات من عينيّ، لكني أجبرت نفسي على الابتسام وقلت: "أنا بخير، وأنت؟"
رأيت في عينيه حزنًا لم أكن أتوقعه. كان يحمل شعورًا بالندم، كأن الطلاق لم يكن قراره وحده. كأن هناك شيئًا آخر وراء هذا القرار.
وبعد أسابيع من ذلك اللقاء، تلقيت منه رسالة لم أكن أتوقعها: "أحتاج أن أتحدث معك." كانت الرسالة قصيرة، لكنها حملت أملًا كبيرًا في قلبي. التقينا مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت الكلمات هي من تنساب بيننا. اعترف لي خالد أنه كان يمر بضغوط كبيرة، وأنه شعر بالعجز عن حمايتي، فظن أن الطلاق هو الحل. وأنه لم يكن يومًا يريد أن يبتعد عني.
الخاتمة:
لم تكن الأمور سهلة بعد تلك المصارحة، لكننا قررنا أن نحاول من جديد. أن نعيد بناء ما تهدم بيننا. لم أكن أتوقع أن القدر سيمنحني فرصة ثانية مع من أحببت. لكنني تعلمت شيئًا مهمًا: الحب لا يموت بسهولة، لكنه يحتاج للصبر والفهم، وللحديث المفتوح بين قلبين يشعران ببعضهما.
ربما لن نعود كما كنا في البداية، لكننا أصبحنا أقوى. وأدركت أن الحب ليس دائمًا طريقًا مستقيمًا، بل هو مليء بالمنعطفات، وأن القدرة على التغلب عليها هي ما يجعله يستحق.
0 comments
إرسال تعليق